بيرو بالإسبانية : Perú أو البيرو أورسمياً (جمهورية بيرو) هي دولة في غرب أمريكا الجنوبية. يحدها من الشمال الإكوادور وكولومبيا ومن الشرق البرازيل ومن الجنوب الشرقي بوليفيا ومن الجنوب تشيلي أما من الغرب فتطل على المحيط الهادئ.

كانت منطقة البيرو موطناً لحضارة نورتي شيكو وهي إحدى أقدم الحضارات في العالم وتلتها إمبراطورية الإنكا أكبر دولة في أمريكا ما قبل كولومبوس. احتلت الإمبراطورية الإسبانية المنطقة في القرن السادس عشر وأعلنت تبعيتها للتاج الإسباني. بعد الاستقلال في عام 1821 شهدت البيرو فترات من الاضطرابات السياسية والأزمات المالية وفترات من الاستقرار والازدهار الاقتصادي.
بيرو جمهورية ديمقراطية تمثيلية مقسمة إلى 25 منطقة. تتنوع جغرافية البلاد من السهول القاحلة عند ساحل المحيط الهادئ إلى قمم جبال الأنديز والغابات الاستوائية في حوض الأمازون. يبلغ مؤشر التنمية البشرية درجات مرتفعة ويصل مستوى الفقر إلى 34 ٪. تتضمن أنشطتها الاقتصادية الرئيسية الزراعة وصيد الأسماك والتعدين والصناعات (النسيج على سبيل المثال). 
يبلغ تعداد سكان البيرو 30,000,000 نسمة تقريباً متعددي الأعراق. يضم المزيج العرقي الهنود الأمريكيين والأوروبيين والأفارقة والآسيويين. اللغة الرئيسية المستخدمة هي الإسبانية على الرغم من أن عدداً كبيراً من مواطني بيرو يتحدث كيشوا أو اللغات المحلية الأخرى. هذا الخليط من التقاليد الثقافية أدى إلى تنوع واسع في مجالات مثل الفن والمطبخ والأدب والموسيقى.

أصل التسمية

تشتق كلمة بيرو (Peru) من كلمة (Birú) وهو اسم حاكم محلي عاش بالقرب من خليج سان ميغيل في بنما في أوائل القرن السادس عشر. عندما زار المستكشفون الإسبان ممتلكاته عام 1522 كانت أقصى جنوب العالم الجديد المعروف حينها للأوروبيين. هكذا عندما استكشف فرانسيسكو بيزارو المناطق الأبعد إلى الجنوب أصبحت تعرف باسم (Birú) بيرو. أضاف التاج الإسباني الصفة الرسمية للتسمية في إعلان توليدو عام 1529 والذي أطلق اسم مقاطعة بيرو (Peru) على أراضي إمبراطورية الإنكا. تحت الحكم الإسباني أطلق على البلاد اسم ولاية بيرو والتي أصبحت جمهورية بيرو بعد حرب الاستقلال البيروفية.
البيرو هى جمهورية رئاسية ديمقراطية تمثيلية. بموجب الدستور الحالي فإن رئيس الجمهورية هو قائد الدولة والحكومة. يتم انتخاب الرئيس لمدة خمس سنوات ولا يمكن إعادة انتخابه مباشرة بعد انتهاء فترته الرئاسية، حيث يجب أن يتنحى لفترة رئاسية دستورية كاملة قبل إعادة انتخابه. ويعين الرئيس رئيس الوزراء وبمشورته يعين بقية أعضاء مجلس الوزراء. أما بالنسبة للبرلمان البيروفى فإنه يتألف من مجلس واحد يضم 120 عضواً منتخبين لولاية مدتها 5 سنوات. ويمكن اقتراح القوانين من طرف الهيئات التشريعية أو التنفيذية ويتم اعتماد هذه التشريعات بعد تمريرها من طرف الكونغرس وتصديقها من طرف الرئيس. السلطة القضائية مستقلة، رغم أن التدخل السياسي في الشؤون القضائية معروف عبر تاريخ البلاد ولايزال محط جدل إلى اليوم.

يتم انتخاب الحكومية البيروفية مباشرة والتصويت إلزامي لجميع المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-70. وقد عقدت آخر انتخابات رئاسية في عام 2011 وانتهت بفوز المرشح الرئاسي أويانتا أومالا تاسو عن الحزب الوطنى البيروفي. ومن أكثر الأحزاب البيروفية تأثيراً فى الشارع السياسى هو حزب الأبرا البيروفي  والحزب الوطني البيروفي والاتحاد من أجل البيرو والوحدة الوطنية وتحالف القوى الوطنية.

تجمع الحكومة البيروفية والكنيسة الكاثوليكية روابط وثيقة. فالمادة 50 من الدستور تعترف بدور الكنيسة الكاثوليكية بأنها عنصر مهم في التطور التاريخي والثقافي والأخلاقي للأمة. يتلقى رجال الدين الكاثوليك رواتب من الدولة بالإضافة إلى مستحقاتهم من الكنيسة. ينطبق هذا الأمر على الأساقفة فضلاً عن بعض الكهنة الذين تقع أبرشياتهم في المدن والقرى على طول الحدود. بالإضافة إلى ذلك تحصل كل أبرشية على إعانة شهرية من الحكومة. وقع اتفاق مع الفاتيكان في عام 1980 منح الكنيسة الكاثوليكية مقاماً خاصاً في البيرو.

الاقتصاد والاستثمار

جمهوريه البيرو هي واحدة من أفضل الاقتصادات أداءاًً في أمريكا الجنوبية. يبلغ عدد سكانها 30.000.00 نسمة تقريبا وناتجها المحلي الإجمالي أُغلِق عام 2012 على 539.863 مليون سول وهو ما يعادل 204.833 مليون دولار محققا بذلك زيادة بنسبة 13% عما كان عليه عام 2011 وبذلك يكون نصيب الفرد من إجمالى الناتج القومى لا يتعدى 6.800 دولار. كما تتعدى صادراتها الخارجية 45.227 مليون دولار، وتبلغ وارداتها 42.144 مليون دولار. وصل معدل التضخم الى 2.6% بمعدل شهرى يبلغ 0.22 %. وبلغ الدين العام الإجمالي في البيرو نسبه 19.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012 وبذلك يسجل انخفاض عما كان عليه عام 2011 حيث سجل 21.1% من الناتج الإجمالي المحلي.

على مدى السنوات الخمس الماضية، حققت جمهورية البيرو خطوات كبيرة نحو التطور حيث استطاعت  إنجاز ما يلي: ارتفاع معدلات النمو، وانخفاض التضخم واستقرار الاقتصاد الكلي، والحد من الديون الخارجية والفقر والتقدم الكبير في المؤشرات الاجتماعية والتنموية، وغيرها، ومنذ مطلع التسعينات، شرعت البلاد في سلسلة من الإصلاحات التي عملت على ضبط الأوضاع المالية العامة، والانفتاح التجاري، ومرونة سعر الصرف والتحرر المالي و اتباع سياسة مالية حكيمة، بما في ذلك تراكم احتياطيات قوية. كما تم التأكيد على تعزيز الترشيد المالي في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام.

لقد مكنت كلا من سياسات الاقتصاد الكلي المعتدله والبيئة الخارجية الملائمه ان يصل متوسط ​​معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للبيرو الى 6.4٪ بين عامي 2002 و 2012، حيث سمح هذا الأداء الاقتصادي القوي ان  يزيد نصيب دخل الفرد فى البيرو بأكثر من 50٪ خلال هذا العقد، بعد ما يقرب من 30 عام من الركود بين عامي 1960 و 1990.

المجتمع

تكتسح قومية الهنود الحمر المجتمع البيروفى بنسبة عالية جدا، كما يتشكل المجتمع من قوميات منحدرة من أصول أوروبية أبرزها " أسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال"، ومن أصول أفريقية وأصول آسيويه مثل (الصين واليابان) ، ومن أصول عربية أبرزها (فلسطين). معظم الأجانب المقيمين الآن في البيرو هم من الصين، ثم يليهم الكولومبيين والأمريكيون، وذلك وفقا لتقرير الإدارة المشرفة على شؤون الهجرة والمعهد الوطني للإحصاء ونظم المعلومات. كما أن أكبر تدفق للهجرة يأتى من تشيلي والإكوادور منذ عام 2010. الصين وكولومبيا والولايات المتحدة لديها أكبر عدد من المواطنين الذين يعيشون في البيرو منذ عام 1999. تراجع مؤخراً  المستوى السنوي لتدفق الهجرة، حيث سجل عدد المهاجرين عام 2011 ، 8,530 مهاجر في حين بلغ عددهم 7,688 فى عام 2012.

الثقافة والتراث

ثقافة البيرو هي ثقافة نشأت من خلال الممارسات والقواعد والمعايير وأساليب الحياة والتقاليد في المجتمع البيروفي. إن ثقافة البيرو هى خليط من المكونات التى اشتقت من مختلف المجموعات العرقية الذين سكنوا ولا يزلون يسكنون إلى الآن في أراضي البيرو، وأكثر هذة المجموعات أهمية هم السكان الأصليين والكريول والأسبان، تليها كتل المنحدرين من آسيا وأفريقيا. كل هذا يعمل على تنوع ثقافات البيرو وتعددها وتقسيمها إلى مناطق ثلاث رئيسية طبيعية، مناطق ساحلية، ومناطق غابات ومناطق جبلية. هذا هو السبب في التنوع الثقافى البيروفى وهذا ينعكس بشكل جلي في المطبخ البيروفى الغنى بأكلاته الشهية والمتنوعة حيث يقدم عدد كبير من الأطباق والمشروبات والحلويات، التى تأثر من يجربها من الوهلة الأولى.

موقع الفيسبوك الخاص بالبعثة:

صفحة الفيسبوك